حكايات صناعة المعاناة في صحة بني سويف

لما كنت أسمع حد يقولي إن أعضاء الأطقم الطبية (أطباء - اخصائيو وفنيو تحاليل وأشعة - تمريض) بيهربوا من العمل الحكومي، كنت أقول دول بيهربوا علشان تدني الأجور، ورغبة منهم في زيادة دخلهم خصوصا مع زيادة أعباء الحياة، إلا أنه تبين لي أن الأمر ليس هكذا، وليس كما يروجه البعض عن قصد أو جهل، فالخريج الجديد لا يهرب من العمل بوزارة الصحة رفضا لتدرني الأجور وبحثا عن وظيفة بأجر أعلي فقط، بل الأمر ناتج عن معاناة يتعرض لها هذا الخريج منذ اليوم الأول بعد التخرج كقيلة بأن تجعله أكثر الكارهين لجهة العمل التي يجب أن يكون جزء منها..

يتعرض الخريج من دول بمجرد ذهابه إلي مديرية الصحة التي تتولي توزيعه للموقع الذي سيبدأ منه حياته المهنية فتكون صدمته الأولي التي تشبه  صدمة الولادة كدة.. والصدمة بتزيد لما يكون المسئول الأول في المكان اللي هيوزعه مسنود زي ما بنسمع، وبيعمل اللي هوه عايزه دون التقيد بالقواعد واللوائح المنظمة، بل فقط يعمل بمنطق ان اللي فوق بس ميوعلوش مننا.

ويذهب الخريج من دول إلي مديرية الصحة، وبالتأكيد مديرية صحة بني سويف نموذجا، ليجد نفسه في مواجهة جيش من الاداريين المتوحشين، ولو كان هذا الشخص مش مسنود تبقي سنة أمه سودة.. يبصوا في بطاقة الرقم القومي علي محل الاقامة يلاقوا الغلبان اللي من غير واسطة ده محل اقامته اهناسيا مثلا يروحوا علي طول مطلعين له خطاب للعمل بالوحدة الصحية الواقعة شرق النيل في أقصي حنوب بني سويف.. يعني اختبار كدة زي اختبار فراق أعز من نحب.

يقف الخريج مذهول ويبدأ يفكر إزاي وفيه 20 مكان فاضيين أقرب من هذا المكان ويأخذه شيطانه إلي مكان آخر هل هذا مجرد اختبار تحمل أم أن هناك مخرج في الغرفة وسوف ينتهي المشهد بالسؤال: احنا صورنا ولو عايز نذيع هنذيع؟

هنا يكون قرار الخريج من دول طبيب أو أخضائي أو فني إما مواجهة الصعاب ويبذل كل جهده حتي يتواجد في المكان يوميا ويكتفي بالتواجد دون عمل.. أو يحاول يظبط نفسه مع زملاءه فيكون الاتفاق لكم الراتب ولي التزويغ أو قرار ترك الجمل بما حمل لمديرية الصحة وناسها.

وعلشان أنا مش بحب اتجني علي حد اتمني أن يتجرأ مسئول من مديرية صحة بني سويف ويخرج علينا بكشف توزيع أطباء أخر دفعة وصلت المديرية ويحدد لنا الضوابط التي تم بناء عليها ىالتوزيع علشان نخرج ونقول إننا غلطنا في حق الناس دي ونقول إن الخريجين دول بيفتروا علي قيادات المديرية..

فاصل وإن شاء الله تعالي سوف نواصل النشر بحكايات صحة بني سويف