د. فاطمة حسن تكتب: نصائح تعظم فائدة الأضحية

الأضحية من شعائر الاسلام، شرعها الله سبحانه وتعالي لحكمة عظيمة بهدف إحياء سنة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام، وتهدف الأضحية لتحقيق الفرح والسعادة علي المحتاجين، وهي مظهر من مظاهر التقرب إلي الله سبحانه وتعالي. وقد تناولت الأحاديث النبوية الشريفة أن شروط صحة الأضحية أن تكون ذات سنة معين شرعا، وهو عبارة عن سنتين للأبقار وستة أشهر للضأن وسنة للماعز وخمسة سنوات للأبل، وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم: "لا تذبحوا إلا مسن إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جزعة من الضأن " رواه مسلم.

والمسن من البقر ما أتمت عامين وشروع هذا السن حتي يكون الحيوان لحمه ناضج، وتكون أضحية مقبولة. وتحقق مقصد التوسع والسعة في العيد، وهو مقصد من مقاصد هذه العبادة العظيمة، وكذلك إمتثال لأمر النبي صلي الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم". وفي الوقت الحاضر في تربية العجول، الذي يشهد مظاهر لفئة تسمين مكثفة تجعل العجول تصل إلي وفرة لحمية عالية خلال عدة أشهور دون الحاجة إلي إتمام سنتين.

وفي الغالب، لا يحتفظ المزارع بالعجل، لتلك المدة حتي لا يزيد من التكلفة عليه، وأيضا إرتفاع أسعار الأعلاف، وهذا يعرض المزارع للخسارة، وذلك إذا وصل العجل المسمن إلي مظاهر النمو الكافية وفيه وفرة لحم وجودة وسليمة من العيوب، ولا يترتب علي أكله ضرر صحي من المسؤلين المعنيين بذلك (الاطباء البيطرين).

ويشترط أيضا أن يكون الحيوان خالي من الأمراض وليس به أي عيوب خلقية وخالي من مسببات الأمراض والطفيليات والمواد الكميائية، التي تشكل خطر علي الصحة العامة مثل متبقيات الأدوية والمتبقيات الكميائية، ويفضل عدم ذبح الإناث من أجل الحفاظ علي الثروة الحيوانية.

وليعلم المضحي أن الله لا ينظر إلي سنة البهيمة، ولا إلي وفرة لحمها، ولكن ينظر إلي النية والتقوى والإحسان، كما قال سبحانه وتعالي: "لا ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوي منكم"، فليقدم كل مضحي أضحيته بقلب خاشع وإحسان إلي خلق الله، فإنها عبادة لا يتقبل الله منها إلا ما كان خالصا طيبا مباركا.

وينصح هنا لتعظيم الاستفادة من لحوم الاضحية، أن يكون الحيوان بصحة سليمة، وأن تكون عملية النزف سريعا ويتدفق الدم بسرعة وننتظر حتي تنتهي عملية النزف بكفأة عالية، وتنتهي جميع مظاهر الحياة من الذبيحة وتبدأ عملية سلخ الحيوان.

وإنه للحصول علي لحوم ذات جودة عالية، يجب تعليق الذبيحة أثناء عملية السلخ، وألا يتم تجويف الحيوان مباشرة بعد الذبح، والحرص علي حفظ أعضاء الذبيحة في الثلاجة مباشرة حتي لا تتعرض للفساد، وتقطيع اللحوم خلال 2-4 ساعات عقب الذبح  علي أن توضع علي أرفاف الثلاجات لمدة 12-24 ساعة حتي يتم نضجها، وتكون ذات طعم مستساغ ثم تجمد، وألا يتم غسل اللحوم بالمياه قبل حفظها بالثلاجة، وألا يتم طهيها إلا بعد مرور 12-24 ساعة.

* كاتب المقال: د. فاطمة حسن، أستاذ بقسم الرقابة الصحية علي الاغذية بكلية الطب البيطري نائب رئيس جامعة بني سويف سابقا