توني عثمان يكتب: لست ضد الاستثمار الرياضي

قرأت باستعجاب وبغرابة شديدة جدا أن هناك مستثمر يريد أن يستثمر في قطاع الرياضة في محافظة بني سويف، وهذا أمر طبيعي لكن ما أزعجني أن عقد الاستثمار مدته 12 عاما، وأن طول مدة العقد أمر مثير للعجب.

أنا لست ضد الاستثمار بل أنا من أول من يطالب بتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، شريطة أن يكون الاستثمار علي أسس صحيحة ويقوم علي قواعد واضحة، فلا مبرر أبدا من أن يكون الاستثمار عبر عقد مدته 12 عاما، يفرض تبعات قانونية علي مجلس الادارة الحالي والتالي وما يليه، فإن مجلس الادارة المتعاقد يفرض هذا العقد علي من يتولون المسئولية بعده، وهذا أمر يدعو للعجب.

ما أعرفه أنه يحق لمجلس الادارة أن يتخذ قرارات يتحمل تبعاتها، فهو المفوض من الجمعية العمومية للنادي بالإدارة، وأنه يحق له ابرام مثل هذه العقود علي ألا يرتب تبعات علي من يأتي بعده.

ما اعرفه أنه مدة مجلس الادارة الحالي تنتهي بعد شهور وربما بضعة أسابيع فكيف يعطي لنفسه الحق في ابرام عقد مدته 12 سنة، بل لا يحق لوزير الرياضة نفسه أن يفرض على الجمعية العمومية التي تتكون من 30 ألف عضو بالنادي عقد احتكار وليس استثمار لمدة 30 عاما، وهذا ما طرحه البعض أثناء زيارة الوزير إلي بني سويف برفقته مسئول الاستثمار بوزارة الشباب والرياضة، وفي حضور النائب حسام العمدة والنائب سامي توفيق، رئيس مجلس إداره نادي بني سويف.

تناولنا خلال الزيارة فرص الاستثمار الجادة التي يوفرها نادي بني سويف الرياضي، وأنه من الضروري أن يفكر مجلس إدارة النادي بطريقة مغايرة خارج الصندوق، بما يرتب المزيد من الايرادات لخزينة النادي، دون الحاجة إلي إبرام عقد احتكار لجهة معينة لمدة 12 عاما.

أنا لم ارفض يوما الاستثمار في نادي بني سويف كما روج البعض كذبا وبهتانا، بل كل ما أريده أن يكون الاستثمار نابع من مصلحة أعضاء النادي، وأنه لابد من احترام المعايير والضوابط المتعارف عليها في مثل هذه الحالات، وأن أول هذه المعايير أن يتم طرح الأمر علي الجمعية العمومية ولا يترك الأمر في يد مجلس إدارة قاربت مدته علي الانتهاء، بل يجب طرح الأمر لحوار شامل يشارك فيه غالبية الجمعية العمومية.

لذلك فإني أري أنه لكي ينفذ نادي بني سويف أجندة الاستثمار يجب أن يحرص مجلس ادارة النادي علي عقد جلسات الاستماع، وأن يكون لمديرية الشباب والرياضة في بني سويف رأي في هذا الأمر، بأن يتدخل لإعادة الأمور إلي نصابها، وذلك بالضغط علي مجلس الإدارة لاستشارة الجمعية العمومية في هذا الأمر، وأن يتم عمل دراسة وافية للأمر، وأن يتم أخذ الأمر بجدية أكبر خصوصا أن الصفقة ظهر فيها أسماء رياضية كبيرة مثل الكابتن عبد الحليم علي ووائل حبيب وغيرهم.